ان كنتْ تود الرَّحِيل فَاِرْحَلْ كَمَا تَشْتَهِي
لَكن اولا اجب عَنِ أسئلتي الَّتِي لَا تَنْتَهِي
لِمَاذَا اكْفَهَرَّ وَجْهُكَ حينما افصحت لَكَ عَنْ حبِّي ؟
لِمَاذَا تفاجأت لِتُسَارع نَبْض قلبِيّ ؟
لِمَاذَا ابْتَعَدْت و ماعدت تهوى قربي ؟
لِمَاذَا تَهَرَّبَت مِنْ لِقَاءَاتي ؟
و ما عدت تَهْتَم لنظراتي ؟
لِمَاذَا اغلقت سُبلَ وصَالي ؟
لِمَاذَا تَجَنَّبْتِنِي فِي أغْلب الاحيان ؟
ماسبب هَذَاالْاِبْتِعَاد و النُّفُور ؟
حَرَمَتْنِي مِنْ رُؤْيَتِكَ و صِرْتَ قَلِيل الظُّهورِ ؟
أينغَابَ كُلَّ ذَاكَ الْحبَّ و الْاِهْتِمَام ؟
أين اخْتَفَى كُلّ ذَاكَ الْودّ والْاِنْجِذَاب ؟
و لِمَاذَا تَجَاهَلْتنِي أخْبَرِني مَاذَا دَهَاكَ ؟
أَتَفْعَلُ بِي كُلّ هَذَا كَيْ انساك ؟
فَلتَعْلَم أن كرامتي فَوْقَ كُلّ اعْتِبَار
فَقلبِي سإمَ مِنَ التَّحَطُّمِ و الْاِنْكِسَار
لِمَاذَا تَعود و تَسْأَلِني عَنِ الاسباب ؟
فِي كُلّ مَرَّة احاول فِيهَا الْاِنْسِحَاب
لَيْسَ هُنَاكَ مَا يُثِير الْعجب
جَفَاؤُكَ و لامُبالاتُكَ هُمَا السَّبَب
فَكَفَاكَ كَذبا و نِفَاقا
لَمْ يَعدْ يُهمكَ أمري اطلاقا
تَنْفرُ مِني و تُجَالِس الْجَمِيع
و أسْمَع قَهْقَهَاتكَ مَنْ بَعيد
تطْلقُ النُّكَت و يَطْلُبُونَ مِنكَ الْمَزِيد
و الْبَهِجَةُ وَاضِحَةٌ عَلَى وَجْهِكَ السَّعِيد
و قلبي الْمِسْكَيْن يَئِنُّ فِي صمت
و يَتَعَذَّبُ و يَنْزف لحد الْمَوْت
لَمْ أسْتَطِعْ حبسَ دُموعِيّ فِي محجري
اذ اراك يَوْما بَعدَ يَوْم تَنْفَلِت مِنْ يَدَيْ
كُنت مُتَأَكِّدَة مَن أنك لَنْ تَفْهَمنّي
لِذَلِكَ اخفيت عَنكَ ضعْفِي و وهني
وَكَتَمْت عَنكَ بُؤْسِي و حُزْني
لَنْ أنْتظِرَ مِنكَ شَيْئًا بَعْدَ الَان
الصَّعْبُ هَان و مَوْعِد رَحِيلِكَ قَدْ حَان
لَا تَنْتَظِر مِني أَنْ أَرْجُوَكَ لِلْبَقَاء
لَا مَكَان لِمَنْ لَا يُقَدِّر معَنى الْوَفَاء
فرَاقنَا لَنْ يَعْقبهُ اية مَأْسَاة
مَعكَ او بِدُونكَ تَسْتَمِرّ الْحَيَاة